نظريات وحي
وسلطان الكتاب المقدس
ما هو الكتاب المقدس؟
هو كلمة الله. وهى تساعدناعلى إدراك طريق الحياة، ولله طرق كثيرة
يعلن بها عن نفسه، (أع14: 16-17). وقد أعلن بالفعل عن قدرته ووجوده من خلال إعلان
عام في الطبيعة (مز19؛
رو1-2). أيضًا إعلان خاص ومباشر في حديثه المباشر مع الأنبياء،
والرسل، (2بط1: 20-21)، وفي ابنه المتجسد، (عب1: 1-2). وعندما نتعمق في دراسة
طبيعة إعلان الله الخاص في الكتاب نتطرق إلي مفاهيم كثيرة وثيقة الصلة به: الوحي،
السلطان.
وحى الكتاب المقدس:
لفظة وحي: يرتبط
مفهوم الوحي بأصل الكتاب ومصدره. “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ (2تيم3:
16), اى أن الله هو مصدر الكتاب المقدس. وتأتي لفظة “موحًى” صفة، adj، في اللغة اليونانية "ثيئوبنڤستوس" وتتكون
من لفظتين: ثيئو بمعنى الله و”بنفستوس” بمعني “روح أو نسمة،وقد أكد المسيح هذا
الأمر بقوله لرسله “ اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ
وَحَيَاةٌ”، (يو6: 63)،وهكذا يمثل الكتاب بالنسبة لنا نسمة أو نفخة،و الوحي هو
تأثير الروح القدس الذي به أثر على الكتبة القديسين، فمنح لكتابتهم مصداقية إلهية،
. ولا يقتصر الوحي على قيادة الإنسان للخلاص، بل يؤكِّد الرسول بولس أن الكتاب
الموحى به من الله نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ
، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً (2تيم3: 16). إن الكتاب يقودنا إلي
الخلاص، ويكملنا في هذه الحياة، ويمنحنا يقين الرجاء.
أولاً : نظريات
الوحي غير الكتابية ( المرفوضة )
1.
وحي الإلهام الطبيعي:
يتمسك هذا الرأي بأن الوحي
موهبة خاصة من جانب الإنسان الطبيعي، مثلها مثل أية قدرة فنية، أو أدبية تلازم
صاحبها دائمًا. اى لا يعتبرالكتاب وحيًا إلهيًا، بل إلهامًا طبيعيًا،. وتكون نبوة
الكتاب بمشيئة إنسان أو من تفسير خاص. إن من يحاولون تجريد كلمة الله من سمتها
الإلهية لتصبح كلمة بشرية فقط يجهلون أن أعمال البشر الأدبية مركزها الإنسان فقط،
في حين أن الهدف الرئيس من كلمة الله هو الإعلان عن خطة الله الفدائية من أجل البشر.
2.
نظرية الوحي بالأفكار:
ينادي بأن الله أوحي للكتبة
بالأفكار فقط، تاركًا لهم حرية الصياغة والتعبير عنها بأساليبهم الخاصة. وهل من
المنطقي أن يوحي الله بالأفكار ليترك للبشر أن التعبير عنها؟ ألا يمكن أن يعبثوا
بتلك الأفكار من خلال تعبيراتهم الخاصة. لم يشهد المسيح لوحي الأفكار فقط بل قال “
إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ
نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ (مت5: 18).
3.
الوحي الإملائي أو الآلي:
يؤمن أصحاب هذا الرأي أن الله
أملى على كتَبَة الوحي كل لفظة دونوها. اى
ان كتَبَة الوحي ليس لهم سلطان على أنفسهم، بل هم مجرد أقلام في يد الله.ولكن إن
كان الوحي المكتوب هو وحي إملائي، فما سبب التنوع الأدبي الهائل في الأساليب
الأدبية لكتَبَة لأسفار؟ إن هذه الفكرة تفترض ضرورة وجود أسلوب أدبي واحد في
الكتابة في كل أسفار الكتاب المقدس.
ثانياً :
الفكر الكتابي عن الوحي
الوحي اللفظي التام:
تؤكد هذه النظرة على المزج بين الدورين الإلهي والبشري في الوحي في
إطار من السيادة والعناية الإلهية. ليس فقط أثناء عملية الكتابة، بل في
إعداد الكتبَة ليكتبوا بقيادة الروح بالضبط ما أرادهم الله أن يكتبوه (إر1:
4-5). لقد عمل الله في حياة كتَبَة الوحي، ووجَّههم إلي الأفكار أو المفاهيم التي
عليهم أن يتبنوها، دون أن يلغي شخصياتهم وأساليبهم في الكتابة.ومن هنا، تكون كلمة
الله إلهية بشرية في آن واحد مثل: (لو1: 1-4؛ 2صم1: 17).
براهين الوحي الشفهي
* لفظة نبي:النبي
هو من يتحدث بالنيابة عن الله (خر7: 1-2)ولا يتكلم من نفسه أو بحسب هواه بل ينطق
فقط بكل ما يأمره به الله.وأن النبوة ليست من أجل النبي بل من أجل الإعلان عن محبة
الله .
* لفظة رسول:تشير
أغلب الشواهد أعلاه إلي وحي الله لأنبيائه في العهد القديم،اما فى العهد الجديد لم
تكن يد الرب عليهم فقط، ولم يحل عليهم الروح حلولاً مؤقتًا ، بل كان روح الله
ساكنًا فيهم (يو14: 26). أكد المسيح لرسله أن الروح القدس سيرشدهم إلي جميع الحق
ويخبرهم بأمور آتية، (يو16: 13). إن ما تنبأ به هولاء هو وصية الله نفسه،
لقد أخذوا تكليفًا من السيد صاحب كل سلطان بأن يعلموا الأمم بجميع ما أوصاهم به،
(مت28: 20).
ثالثاً :
براهين الوحي المكتوب
1. شهادة العهد الجديد لوحي العهد القديم:
يشهد العهد الجديد لِوحي كُتب العهد القديم، إذ تكلم بها الأنبياء
بقيادة الروح القدس (رو1: 2).تأمل عدد المرات التي تزيد عن 105 مرة والتي يستعمل
فيها كتَبَة العهد الجديد تعبير “مكتوب”.
2. شهادة المسيح لوحي العهدين معًا
يشهد المسيح نفسه لوحي كتب العهد القديم ،هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ
الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ
يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، (لو24: 44؛ مت11: 13؛ 22: 40).ويمثل إقرارًا منه
بوحي العهد القديم وسلطانه وقانونيته.
3. وحدة المكتوب
تبرهن وحدة رسالة الكتاب المقدس على وحدة مصدره الإلهي. فعلى الرغم
من تنوع محتوياته، إذ تدور كل أسفاره حول نقطة مركزية واحدة: شخص المسيح وعمله
الفدائي، لتأسيس ملكوت الله.
4. تأثيره
للكتاب تأثير مذهل على حياة الناس، إن الإيمان بكلمة الله كحق إلهي
يحدث فرقًا في الحياة، فالكلمة محيية ومشبعة للمؤمن (إر15: 16).“حَيَّةٌ
وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى
مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ
أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ”، (عب 12:4).
رابعاً :
سلطان الكتاب المقدس
تعريف السلطان
1- من الطبيعي أن يرتبط سلطان
الكتاب المقدس بوحيه الإلهي، من ثم يكون سلطانه سلطانًا إلهيًا. إن كان الكتاب
موحى به من الله، هذا يعني أن له سلطان في أن يأمرنا بماذا نؤمن وكيف نسلك، تصبح
الطاعة لسلطانه الإلهي واجبة.
2- سلطان الكتاب كفاية الكتاب كمصدر نهائي للمؤمنين في الكنيسة
فيما يتعلق بالإيمان والسلوك، (أع15: 13-21).
3- لا يفرض سلطان الأسفار المقدسة علينا الخضوع لها خضوع العبيد .
إن سلطة الأسفار يقودنا بالروح القدس إلي اكتشاف فداء الله ومحبته ومن ثم التمتع بعلاقة سليمة مع المسيح يسوع (إش48:
18).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق