الجمعة، 19 مايو 2017

خربر - 6

رسالة (6)
عزيزي علقم..
-انا سعيد ان مريضك من المحتمل ان يُستدعى الى الخدمة العسكرية فنحن نريد له ان تتكون لديه صور متناقضة عن المستقبل تجعله يشعر بالامل والخوف معا.. فالترقب والقلق تجعل ذهنه يبتعد عن الله ... لأن الله يريد الناس أن يهتموا بما يعملونه وأما نحن فعملنا هو ان نشغل افكارهم بما سوف يحدث لهم.

- سيكون مريضك مؤمنا بالعقيدة القائلة إن عليه أن يخضع لمشيئة الله صابراً.. وهو لا يقصد الله فعلاً إن المريض عليه أن يصبر على الضيق (المقدر له) بالفعل وفي هذا الوقت تقريبا عليه أن يقول "لتكن مشيئتك"..
مهمتك ألا تجعله يفكر أبداً في الخوف الحالي على إنه صليبه المعين له بل أن يفكر فقط في الاشياء التي يخاف منها ويحسب أن تلك كلها صلبانه.. فإن الاستسلام الفعلي في الوقت نفسه لمجموعة كبيرة من المخاوف المختلفة يكاد يكون مستحيلا.

-ويمكننا أن نتبع هذه القاعدة العامة: في جميع أنشطة الذهن التي تخدم قضيتنا شجع المريض على أن يكون غير واعي لذاته.. أما في جميع الأنشطة التي تخدم قضية الله فاجعل ذهنه مشغولاً دائما بذاته..

-اما بالنسبة لموقفه من الحرب.. فحاول ألا تعتمد كثيراً على مشاعر الكراهية المنتشرة في هذا الوقت.. فبامكانك بالطبع أن تشجع المريض على الانتقام لنفسه عن طريق مشاعر الغضب الموجهة لزعماء الحرب ولكن هذا مبالغ فيه لأنه يركز على أشخاص وهميين (فالمريض لن يستطيع الانتقام منهم حقا) وستكون النتائج محبطة جداً..
سيتكون في نفس مريضك نوعان من المشاعر: الحقد والكراهية – الخيرية وحب الاحسان.. فحاول أن توجه الحقد والكراهية نحو الأشخاص المقربين الذين يلتقي بهم يوميا.. وأما الخيرية وحب الاحسان فاجعلها موجهة إلى أشخاص لا يعرفهم وبذلك يكون الحقد حقيقي جداً والخيرية وهمية إلى أبعد حد..

-حاول أن تفكر في مريضك على إنه سلسلة من الدوائر المتراكزة؛ أعمقها إرادته يليها العقل وأخيرا الخيال.. فإنك لن تستطيع ان تنزع رائحة الله من جميع الدوائر في نفس الوقت.. ولكن عملك ان تدفع جميع الفضائل نحو الخارج إلى دائرة الخيال الجامح.. وجميع الصفات السيئة نحو الداخل إلى دائرة الارادة.. فالفضائل لن تكون مؤذية إلا إذا عملها المريض وذلك عندما تكون في دائرة الإرادة.. والمركز الحقيقي للارادة هو ما يسميه الله (القلب)..
فجميع أنواع الفضائل التي يرسمها الخيال الجامح والتي يقرها العقل بل أيضا _ إلى حد ما_ التي يهواها ويرغب فيها.. لن تُبعد المريض عن الجحيم بل ستجعله أكثر امتاعا حين يصل إلى هناك.

عمك المحب

خربر






الرسائل السابقة






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق