الجمعة، 11 أغسطس 2017

مقدمة أيوب

أيـــــــــوب
التسمية: يحمل اسم الشخصية الرئيسية في النص وربما اسمه يعني "المضطهد أو المتألم"
الكاتب: لا يُذكر اسم كاتبه ولكن من المحتمل أن يكون:
·         أيوب: حيث أن راسلة السفر تبين أن أيوب يجهل الاحداث الخاصة بالسماء التي لها علاقة بمحنته
·         موسى: بناءاً على تقليدي يهودي، مبني على أن أرض عوص قريبة من أرض مديان التي هرب إليها موسى لمدة 40 سنة فيقال أنه شاهد أحداث القصة
·         سليمان: نظراً لوجوه الشبه في المضمون مع أجزاء من سفر الجامعة.
·         أسماء أخرى محتملة: أليهو (أحد أصدقاء أيوب)؛ إشعياء؛ حزقيال؛ إرميا؛ عزرا
زمن حياة أيوب: هناك عدة أسباب تقود لوجود أيوب قبل إبراهيم أو على أكثر تقدير معاصراً له ولكن بعد الطوفان (أي بعد تك11 وقبل تك12) هذه الأسباب هي:


  1.         عمر أيوب قارب 200 سنة (16:42) وهي الحقبة التي عاشت قبل إبراهيم (تك7:25).
  2.         كل وحدة اجتماعية كان محورها عائلة واحدة مثل عائلات الآباء.
  3.         الكلدانيين الذين قتلوا عبيد أيوب (17:1) كانوا من البدو فلم يسكنوا مدناً (عدم وجود مدن يتفق مع زمن قبل إبراهيم).
  4.         غنى أيوب كان يقاس بمقدار عدد مواشيه، وليس بمقدار ما لديه من الذهب والفضة (3:1؛ 12:42).
  5.         كان لأيوب مهمة الكاهن في إطار عائلته (4:1، 5). (كما ذكرنا كبير العائلة أو الملك كان كاهنها مثل ملكي صادق)
  6.         لم يُذكر في السفر المسائل المتعلقة بالعهد مع إبراهيم ولا المتعلقة باسرائيل والخروج وشريعة موسى
  7.         كان أيوب يعرف:
a.         عن آدم (33:31) إِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَمْتُ كَالنَّاسِ ذَنْبِي لإِخْفَاءِ إِثْمِي فِي حِضْنِي.
b.        وعن الطوفان الذي حصل أيام نوح (15:12) "يَمْنَعُ الْمِيَاهَ فَتَيْبَسُ. يُطْلِقُهَا فَتَقْلِبُ الأَرْضَ"
رسالة السفر: يحدثنا الكاتب عن مرحلة من حياة أيوب تعرض فيها للامتحان وعلى أثرها أُعلنت له شخصية الله.
شخصيات السفر: أيوب وأصدقاؤه (أليفاز؛ بلدد؛ صوفر؛ أليهو)
أية مفتاحية:
(أى 42 : 2)«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.
(أى 42 : 5)بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.
تقسيمات السفر: يمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام:
الأولى: تعريف بأيوب ووصف الأزمة
الثانية: المناقشة بين أيوب وأصدقاؤه وتمت في ثلاث جولات للحوار
الثالثة: إظهار الله لمجده أمام أيوب مما قاده للوثوق فيه بدون رغبة في فهم سبب آلامه وينتهي السفر ببركة الله لأيوب في صحته وعائلته وأمواله كمكافأة لإيمانه.
هل أيوب شخص حقيقي أم بطل لقصة درامية خيالية؟
حزقيال يذكر اسمه كشخص حقيقي : (حز13:14-14، 20): «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً، فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ، وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
يعقوب أيضاً يذكره كشخص حقيقي: (يع11:5):  هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.
هل اقتبس العهد الجديد من السفر مثل باقي أسفار العهد القديم الموحى بها:
1.         (رو35:11): أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟». مقتبسة من (أيوب 11:41) مَنْ تَقَدَّمَنِي فَأُوفِيَهُ؟ مَا تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ هُوَ لِي.
2.        (1كو19:3): لأَنَّ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ». مقتبسة من (أي13:5) الآخِذِ الْحُكَمَاءَ بِحِيلَتِهِمْ، فَتَتَهَوَّرُ مَشُورَةُ الْمَاكِرِينَ.

مجمل السفر:
يقدم سفر أيوب درامة جيدة يناقش فيها أصدقاء أيوب معه أسباب الألم الذي أصاب أيوب (فقد كان أيوب غنياً وله الكثير من الأولاد، وسمح الرب للشيطان أن يجربه في ماله وأولاده وحتى في صحته). فجاء إليه أصدقاؤه ليفسروا له أسباب ما يجري له وكان أفضل تفسيراتهم مبني على أن الألم في حياته بسبب خطيته. وهذا هو الاعتقاد السائد لدى اليهود حتى زمن المسيح (يو 9 : 2) فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». وهي نفس الفكرة التي استخدمها يسوع للبرهان على قدرته على غفران الخطايا للمفلوج المدلى من السقف، فعندما شفاه أثبت للجميع إنه إذا كان (حسب معتقدهم) المرض بسبب الخطية فإن الشفاء دليل على غفران الخطية.
والسفر يقدم لنا أيوب على أنه رجل بار يٌقدم ذبائح عن نفسه وأولاده، فيجيب على أصدقاؤه بأنه بار لا يجب أن يتألم (الدفاع من نوع الاتهام)، وحتى إذا كان فعل خطية فهي لا تستوجب أن يتألم بهذا القدر (فحديثه يحمل اعتراض ومحاولة لتبرير نفسه). وفي ختام المناقشة يطلب أيوب من الرب أن يبين له سبب آلامه.
ولم يجب الله أيوب على تساؤله بل دعاه مع كل أصدقاؤه للوثوق في إله خالق هذا الكون بكل ما فيه وهو الذي يُسيره بكل دقة وبكامل سلطانه وقدرته ويوجهه بحكمته ورحمته.

دروس من السفر:


  1.         هناك أمور يديرها الرب في السماء والمؤمنون يجهلونها بالرغم من أنها تؤثر في حياتهم.
  2.            إن أفضل المجهودات التي تهدف لشرح مسائل الحياة تبقى بلا جدوى.
  3. .        لا شك أن شعب الله يتألمون ومن الممكن أن تصيبهم أمور رديئة،  لذلك لا يجب الحكم على الحالة الروحية لشخص بناء على الظروف المؤلمة التي يجتازها أو النجاح الذي يأتي على حياته.
  4. .        صحيح أن الله قد يبدو بعيداً؛ لكن التمسك بالإيمان من أفضل الفضائل لأن الله صالح ويمكن الانسان أن يشعر بالأمان والاطمئنان عندما يتستودع حياته بين يديه.
  5. .        ينبغي للمؤمن في وسط الآلام آلا يتخلى عن الله بل بالحري يقترب إليه حتى يتثنى له الحصول على تعزية من خلال الشركة مع الله، حتى بدون تفسير لما يحدث معه. 
  6.         قد يكون الألم شديداً لكن لابد من نهاية له عند الأبرار.
           7.        يقدم يعقوب غرض مهم من السفر  مرتبط بإظهار أن الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ (يع11:5). (واخدين لبالكم إزاي يعقوب قدر يشوف الله في قصة ألم أيوب)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق