الأحد، 29 سبتمبر 2013

حنان دجاجة

حنان دجاجة

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ، ففتح القناة الخاصة بالأخبار المحلية بالراديو . عرف أن النيران قد أشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنه . اشتعلت فى حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالى أسبوعين .
إنه يعلم أنه متى اشتعلت النيران فى مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ، فتحرق عشرات الأميال المربعة من زراعة القمح .
عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ، فبدأ يفكر هكذا : ماذا أفعل ؟ لابد للنيران أن تلحق بحقلى وتحطم منزلى وحظيرة الحيوانات ، وأفقد كل شئ !.
بدأ يحرق اجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيته وحظيرة حيواناته محاطة بحقول قمح فيحترق بيته وحظيرة حيواناته . استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يُصاب بيته .. فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته .. حقاً لقد أحرق بيديه محصوله ، لكنه افتدى بيته وحيواناته وطيوره .
إذ اطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيديه .
رأى دجاجة شبه محترقة وقد بسطت جناحيها . تطلع بحزن إليها ، فقد طار بعض اللهب إليها فحرقها . تسللت الدموع من عينيه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب .
بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة . تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التى أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ، احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمى صغارها ، بينما يحزن هو على خسائر مادية !

رفع عينيه نحو السماء وهو يقول :

" مخلصى الحبيب .. الآن أدركت معنى كلماتك : كم مرة أردت أن اجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها . أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية ، سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياى . ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن فى حبك حملتنى بموتك المحيى إلى الحياة " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق