الجمعة، 6 يوليو 2018

رومية حلقة 2: مقدمة وتقسيم الرسالة


مقدمة 

رِسَالَةُ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ

هي السفر السادس من أسفار العهد الجديد، وقد كتبها بولس سنة 58 م. من مدينة كورنثوس قبيل مغادرتها ليذهب إلى أورشليم حاملا معه المساعدة المالية التي جمعها للقديسين الفقراء فيها (رو15: 25 ,26). وأرسلت على يد فيبي خادمة (أو شماسة) الكنيسة التي في كنخريا من التابعة لكورنثوس (رو16: 1). ظل بولس الرسول سنوات كثيرة مشتاقا إلى زيارة رومية (ص1: 10-12; 15: 23) وإذ انتهت خدمته في الشرق قصد أن يزورها في طريقه إلى أسبانيا بعد تقديم المساعدة المالية لأهل أورشليم (15: 28). وقد أرسل هذه الرسالة إلى مسيحيي رومية حيث كان له هناك أصدقاء كثيرون أذ اعتقد أن كنيسة رومية تدخل ضمن دائرة خدمته كرسول للأمم (انظر ص15: 15 ,16).

    أما السبب في تقديم رسالة رومية على سائر رسائل بولس فيرجع إلى عدة أسباب:
    1- أنها أكثرها بلاغة وعبارتها منطقية.
    2- سمو تعاليمها.
    3- كثرة أصحاحاتها.
    4- عظمة المدينة التي كتبت إليها.
    ويقال أن يوحنا فم الذهب كان يأمر بأن تقرأ أمامه هذه الرسالة مرتين في الأسبوع.
    
موضوع الرسالة: 
      يمكن تلخيص موضوع الرسالة في كلمة واحدة هي (التبرير)
      كما يمكن ذكره في عبارة واحدة: الحل الإلهي (التبرير) لمشكلة الإنسان (الخطية) المقدم لجميع الناس

ويلخصه بولس في العبارات الآتية:  "لأني لست أستحي بإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ... لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ" (ص1: 16 ,17). 

تقسيم الرسالة:
اتبع الرسول في هذه الرسالة - كما في أغلب رسائله - طريقته الخاصة في الكتابة فيمكن تقسيمها كما يلي:

أولاً القسم التعليمي (ص1-ص11):

1.     الجميع خطاة وفي حاجة إلى البر 1: 18-3: 20 : وهو يثبت في هذا الجزء خطأ الجميع (الأمم - اليهود)
                            - الأمم خطاة 18:1-32
                            - المتعلمون المتفلسفون (يهود وأمم) ص2
                           - اليهود ص 1:3- 19:3
وفيه يخلص إلى : (رو 3 : 9) ... أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، (رو 3 : 10)كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. (رو 3 : 11)لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. (رو 3 : 12)الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. 

2.       تدبير البر 3: 21-8: 39:  مبني فقط على الإيمان بيسوع المسيح (ص3: 21 ـــ 4)

3. بركات التبرير بالإيمان:
a.       أول البركات السلام مع الله الذي نسميه الخلاص في لحظة (ص5)
b.    تكملة البركات (لا سلطان للخطية ولا سلطان للناموس) وتشمل خطوات عملية للنمو الروحي التدريجي (الذي نسميه التقديس) (ص6 ,7)
c.      ختام البركات تأكيد عدم الدينونة ويقدم 7 أسباب لضمان المؤمن (الذي نسميه التمجيد الذي سيحصل عليه المؤمن عند اللقاء مع الرب في الابدية وهو كمال البر والقداسة(ص8).

4.       علاقة الحل الألهي (البر بالإيمان) ص9-11
وفيه يشرح الرسول كيف سيعمل الله على خلاص أمة إسرائيل حتى يفي بوعوده للآباء
وهو بذلك يؤكد على أن الله لم يرجع عن وعوده الامر الذي يجعلنا نطمئن أن ما وعدنا به نحن المؤمنون لن يرجع عنه 
ذلك لأن الأشخاص الذين يخلصون الآن من الأمم واليهود حسب اختيار النعمة، وسوف يخلص إسرئيل أخيراً أيضاً وفقاً لعمل نعمة إلهية

ثانياً القسم العملي أو التطبيقي:  يمكن تسميته ممارسة البر 12: 1-15: 13.  وتجد فيه

             1-      تعاليم وأرشادات منوعة تفيد جميع المسيحيين (ص12).
             2-      إرشادات تفيدنا كأعضاء في الحياة مدنية (ص13).
             3-      مبادئ وقوانين تفيد المسيحيين في معاملتهم بعضهم بعضا كأعضاء في الكنيسة المسيحية (ص14 ,15: 1-14).

 ختام الرسالة: وفيه نراه يعتذر لكتابته لهم (ص15: 14-16) ويعطيهم ملخصا عن نفسه وعن عمله (ع17-21) ويعدهم بزيارتهم (ع22-29) ويرجوهم أن يصلوا لأجله (ع30-33) ويهدي سلامه لأشخاص عديدين (ص16: 1-16) ويحذرهم من الذين يسببون الشقاقات (ع17-20) ويبلغ سلام أصدقائه لهم أيضا (ع21-23) وأخيرا يختم الرسالة بطلب البركة الرسولية لهم وتمجيد الله (ع24-27).

الحلقات السابقة

الحلقة الاولى: مدينة روما





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق