الجمعة، 24 فبراير 2017

الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا

هل يؤدب الله أبناؤه عندما يخطئون وفقاً لمبدأ الزرع والحصاد

للإجابة سوف نناقش بعض النصوص الكتابية، وبعض المبادئ الكتابية، والمواقف الكتابية التي توضح الإجابة وتزيل الغموض.
أولاً النصوص الكتابية الوارد بها مبدأ الزرع والحصاد:
1 - النص في (غلاطية 6 : 6)وَلكِنْ لِيُشَارِكِ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْكَلِمَةَ الْمُعَلِّمَ فِي جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ. (غل 6 : 7)لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غل 6 : 8)لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. (غل 6 : 9)فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ. (غل 6 : 10)فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ.
هذا هو النص الأساسي الوارد فيه هذا المبدأ الكوني : مايزرعه الإنسان إياه يحصد
وقد استخدمه بولس لكي يشجع أعضاء الكنيسة في غلاطية على العطاء ومشاركة الخيرات الزمنية، متوقيعن أن يحصدوا الخيرات والبركات الروحية نتيجة ما يزرعونه، وأن من يهتم (يزرع) للجسد دون اهتمام بما هو روحي، فسوف يحصد فساد، حيث أن نوع زرعه (الجسد) فاني وغير أبدي.

2 - النص في (2كو 9 : 5)فَرَأَيْتُ لاَزِمًا أَنْ أَطْلُبَ إِلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُوا إِلَيْكُمْ، وَيُهَيِّئُوا قَبْلاً بَرَكَتَكُمُ (أي تقدمتكم )الَّتِي سَبَقَ التَّخْبِيرُ بِهَا، لِتَكُونَ هِيَ مُعَدَّةً هكَذَا كَأَنَّهَا بَرَكَةٌ، لاَ كَأَنَّهَا بُخْلٌ.  (2كو 9 : 6)هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. (2كو 9 : 7)كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ.
لقد استخدم بولس نفس المبدأ في ذات الموضوع مرة أخرى في كنيسة كورنثوس عندما أراد أن يجمع تقدمة (تبرعات) لخدمة القديسين، ففي الاصحاح السابق (ص8) يشيد بتبرعات كنيسة مكدونية (2كو 8 : 3) لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد وفوق الطاقة من تلقاء انفسهم.
ولذلك يشجع الرسول أيضاً كنيسة كورنثوس، على أن يعطوا بسخاء مستخدماً تعبير (زرع بالبركات) في مقابل (زرع بالشح).
نتيجة 1:  من ذلك نفهم أن استخدام المبدأ الصحيح على هذه الحالة (التشجيع على العطاء) صحيحاً ، ونحن يمكن أن نطبقه على حياتنا في كل ما يتعلق بأمور مرتبطة بالجسد في مقابل الروح، وما يخص الاهتمام بالأرضيات في مقابل السماويات.
والقرينة البعيدة هي مثلاً :
(يو 3 : 6)اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ (زرع) جَسَدٌ هُوَ( حصاد)، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ (زرع) هُوَ رُوحٌ (حصاد).
(رو 8 : 6)لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ (زرع) هُوَ مَوْتٌ (حصاد)، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ (زرع) هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ (حصاد).
ثانياً: نصوص كتابية تبدو لها علاقة بمبدأ الزرع والحصاد:
1 -  النص في أيوب 4 : 7)اُذْكُرْ: مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ، وَأَيْنَ أُبِيدَ الْمُسْتَقِيمُونَ؟ : 8)كَمَا قَدْ رَأَيْتَ: أَنَّ الْحَارِثِينَ إِثْمًا، وَالزَّارِعِينَ شَقَاوَةً يَحْصُدُونَهَا.
إن هذا النص جزء من حديث أحد أصحاب أيوب، بيحاول يفسر له أسباب ما أصاب أيوب من ألم. فبيقوله هل تتوقع أن شخص برئ يهلك، وفين ممكن يباد المستقيم. فالزارع شقاوة (أي شر) يحصدها شراً. وكأن رأي هذا الشخص أن سبب ألم أيوب وتجاربه هو انه زارع شر فلابد أن يحصد ألم، فلو كان مستقيماً أوبرئياً لما هلك أو حدثت له هذه البلايا.
والحقيقة التي نعرفها من السفر بكامله:
أن أيوب كان شخصاً باراً يتعبد لله بذبائح وقرابين عن نفسه وعن أولاده لئلا يخطئ أحد منهم (أي زرع جيد)، ومن ذلك نفهم أنه إن كان يجب أن يحصد ما زرعه فلابد أن يحصد خيرات ورضى من الرب.
أن ما جرى لأيوب لم يكن نتيجة خطأ أرتكبه، ولكنه تجربة أصابه بها الشيطان، وكان الغرض منها إظهار مجد الله وصلاحه من خلال ابنه أيوب، فحين جاء الله في نهاية الأمر ليوضح لأيوب (ص38)، أراه الطبيعة والمخلوقات التي تُحدث بمجده وعظمته وبهاؤه، وحين رأى أيوب أعمال الله في الطبيعة وأدرك مجده قال: (أى 40 : 4)«هَا أَنَا حَقِيرٌ، فَمَاذَا أُجَاوِبُكَ؟ وَضَعْتُ يَدِي عَلَى فَمِي. (أى 42 : 2)«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ. (أى 42 : 5)بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.
ملاحظين طبعاً أن أيوب لما رأى مجد الرب لم يُفكر في متاعبه ولا سببها ولا ان كانت حصاد لزرع ولا غيره. لأن الرب أبهره بعظمته ومجده
نتيجة 2:  وبذلك فنحن لا يمكن أن نطبق مبدأ الزرع والحصاد على حياة هذا الرجل.

2- النص في (2صم 12 : 9)لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. (2صم 12 : 10)وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. (2صم 12 : 11)هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. (2صم 12 : 12)لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». (2صم 12 : 13)فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. (2صم 12 : 14)غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ، فَالابْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ».
لاحظوا ترتيب الأحداث:
1-      داود أخطأ فزنى وقتل
2-      اعتبر الرب ذلك احتقاراً (تعدي على وصاياه) (أي داود احتقر الرب )
3-      أطلق الرب حكماً عليه كما يلي:
a.       أن لا يفارق السيف بيتك
b.       ويقيم عليه الشر (أي يجرى في حياته أحداث ردئية)
c.        يأخذ نساؤه أمام عينيه ويعطيها لأخر فيزني معهم في عين الشمس (أمام الجميع)
4-      اعترف داود بخطيته ويمكن قراءة الاعتراف الكامل في مز32، مز 51
5-      نقل (رفع) الرب عنه الخطية وحكم الموت (لاتموت)
6-      لكن لزال هناك تأديب على داود أن يتحمله من أجل رد كرامة الرب أمام أعدائه فالابن المولود يموت (وهو ما يعتبر تأديب)
الآن هل نظن أن أحداثاً مثل: 1) اغتصاب أمنون لثمار 2) قتل أبشالوم لأمنون 3) عصيان أبشالوم على أبيه داود
هل نظن أن لها علاقة بهذه الحادثة كزرع وحصاد.
إن أفضل احتمال يمكن فهمه أن الله نقل عنه خطيته (زرعه للجسد)، فلم يعد لها ثمر أو حصاد أبدي، ولكن مع ذلك يجب أن يقع داود تحت تأديب الرب حتى يليق به أن يكون ملك إسرائيل وإلهه يهوه، فلا يكون على الرب عاراً أمام الشعوب، قائلين لقد أخطأ ملك إسرائيل ولم يؤدبه إلهه دلالة على أنه راضٍ عن الشر الذي فعله الملك، وحتى لا يستهين الشعب بالرب ويتعدون وصاياه
نتيجة 3: لقد كان الرب يجازى كثيراً وبسرعة من أجل إعلان قداسته ومجده في العهد القديم، مثال أبني هارون الكاهن حين ماتا بالنار (لا 10 : 3)فَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «هذَا مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ قَائِلاً: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». فَصَمَتَ هَارُونُ.
ولم يتغير هذا المبدأ في العهد الجديد فنحن نذكر مثال موت حنانيا وسفيرا في (أعمال 5) فقد اعتبر بطرس أن حنانيا وزوجته كذبا على الروح القدس، فكان يجب أن يتقدس الرب سريعاً في القريبين وأمام جميع الشعب يتمجد.
فالحقيقة هنا أن الله يتدخل بالتأديب من أجل مجده وقداسته
 ولمزيد من فحص تطبيق مبدأ الزرع والحصاد على من يخطئ من خلال نصوص أخرى في العهد الجديد يجب أولاً التفرقة بين ثلاث فئات من البشر:
الفئة الأولى: شخص غير مؤمن (لم يختبر عمل نعمة المسيح) : أعتقد ده أمره مفروغ منه فهو لا يهتم بحياته الأبدية وكل تركيزه على حياته الأرضية فنهايته الهلاك كأجرة للخطية (رو 6 : 23)لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ. ودينونتهم بسبب رفض عمل المسيح لأجله (يو 3 : 19) وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.
الفئة الثانية: شخص مؤمن حدث منه هذا الخطأ كحدث عارض أو استثنائي ( أي ليس سلوكاً معتاداً)
1 - النص في (1كو 11 : 27)إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. (1كو 11 : 28)وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. (1كو 11 : 29)لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. (1كو 11 : 30)مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. (1كو 11 : 31)لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، (1كو 11 : 32)وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ.
هذا النص يوضح خطأ بعض الإخوة في كنيسة كورنثوس حيث انتشر الانشقاق فيما بينهم (ع18) وكذلك استهتار بموضوع عشاء الرب (ع22)
لذلك يحذر من أن كل من أكل الخبز وشرب الكأس وهو غير مميز ( غير مقدر له ولديه لامبالاه بالموضوع) إنما يأكل دينونة. ويقول أن ذلك يسبب اصابة كثيرون بالضعف والمرض (كنوع من التأديب الإلهي) ويقول أن هذا التأديب قد يصل إلى درجة الموت (كثيرون يرقدون). ويقول أن الرب يصنع معهم هذا التأديب لكي لا يدانوا مع العالم (يقصد الدينونة الأبدية). أي أن قصد التأديب في كل درجاته حتى الذي يصل للموت أن لا يُدان المؤمن لأن المبدأ الكتابي (رو 8 : 1)إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
لاحظوا أن هؤلاء ما يميزهم أنهم سالكين حسب الروح وليس حسب الجسد، فيكون سلوكهم بحسب الجسد (الخطأ) فعل غير اعتيادي يؤدبهم عليه الرب بأي درجة يراها مناسبة ليقودهم للتوبة والرجوع، فلا يتم دينونتهم مثل الخطاة
وهؤلاء هم من يناديهم يوحنا (1يو 2 : 1)يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.  ويقول (1يو 1 : 9)إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
 الفئة الثالثة: شخص يبدو مؤمناً ويحدث منه هذا الخطأ بشكل متكرر وباستخفاف ( يبدو مستحلى الموضوع) (يعنى أغلط وربنا يغفر، وأرجع أغلط وربنا يغفر، و... الخ)  فهم أشخاص موجودين بين المؤمنين ويبدوا أنهم مؤمنين يشير إليهم بولس في النص القادم
النص في (2كو 11 : 14)وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! (2كو 11 : 15)فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ.
لاحظوا أن هؤلاء خدام شكلهم كخدام البر، لكن نهايتهم مثل نهاية الشيطان.  وهؤلاء هم من قال عنهم المسيح: (مت 7 : 21)«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (مت 7 : 22)كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ (مت 7 : 23)فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
لاحظتم أن هؤلاء: 1) يقولون يارب يارب ،  2 ) باسمك تنبأنا،  3 ) باسمك أخرجنا شياطين،  4 ) باسمك صنعنا قوات . ومع ذلك يؤكد المسيح أنه لم يعرفهم مطلقاً ويسميهم فاعلي إثم
أراد الرب أن يوضح أن الأمر ليس بحسب المظهر، ولكنه في تكملة حديثه يقول الأمر متعلق بمن يسمع كلامي ويعمل به
إذا هناك أشخاص بداخل الكنيسة نظن أنهم مؤمنين، ويفعلون الشر وقد يتوبون عليه ثم لأنهم غير مؤمنين حقيقيين يعودون بطبيعتهم لعمل الشر، ويتوبون وهكذا
كيف نميز هؤلاء؟: 1 - الرب هو فاحص القلوب                              2 - الروح القدس يُعطي البعض روح تمميز





ولكن  الآن : دعونا نتقدم خطو للأمام ـ لنجيب على سؤال مهم للغاية
لماذا نحن موجودين على الأرض، لماذا نتألم، لماذا يؤدبنا الرب ، لماذا يهلك الأشرار ، لماذا .....  عندي 25 سؤال مهمين
والإجابة: هي لمجد الله أليس كذلك ؟!  (1كو 10 : 31)فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.
والسبب (1كو 6 : 19)أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ (1كو 6 : 20)لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَِللهِ.
دعوني أطبق ذلك على قصة يوسف في سفر التكوين:
لماذا دلله أبوه؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا حقد إخوته عليه. (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
 لماذا بيع يوسف كعبد؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا ظُلم في بيت فوطيفار؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا دخل السجن؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا وقف أمام فرعون؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا تعامل هكذا مع إخوته عندما رآهم؟ (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لماذا أي شئ آخر لم يحدث (زرع - حصاد - خطة الله لإعلان مجده)
لنتذكر: قال الرب لإبراهيم (تك 15 : 13)فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. .... (تك 15 : 16)وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً».
والفكرة هنا:
أن يوسف لم يكن يعلم لماذا حدث هذا، ولعله كان مثلنا يسأل ماذا فعلت (زرعت) حتى أحصد هذا؟ نحن نعلم أنه لمجد الله
وحتى إخوة يوسف كان لديهم نفس الفكرة وقالوا هذا ذنب أخينا (ولسان حالهم نحن نحصد ما زرعناه) وهذا خطأ لأننا نعلم أن الأمر متعلق بمجد الله
ونحن لا نعلم في مرات كثيرة لماذا نتألم، ولا يجب أن نربطها بزرع أو حصاد، إلا إذا كانت مباشرة كما قال بطرس (1بط 4 : 15)فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ.
فنحن أبناء الله والله لم ينته من أن يحقق مجده، وسوف يعمل من خلالنا حتي نهاية التاريخ، وهناك سوف نقف كما يقف يوسف الآن لنفهم لماذ كان يجب أن يكون ما كان في حياتنا
كذلك لا يجب أن نتوقع أن ينال من يتسببوا في آلامنا من نفس نوع ما صنعوا معنا، فالرب هو صاحب التقدير  لطريقة ودرجة التأديب المناسب . (رو 12 : 19)لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. (عب 10 : 30)فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ».
ولذلك، نحن لا نفرح مثلاً إذا  رأينا من أساء إلينا وهو تحت التأديب أو العقاب، بل على العكس يأمرنا الرب (مت 5 : 44): أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ
أما الشخص الذي يتألم بسبب خطية الآخرين يجب أن يثق في الآتي:
1-      ان الله قاض عادل
2-      الله لديه علاج وراحة خاصة به (عب 4 : 9)إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!
3-    الله قادر أن يرثي (يفهم ويشفق علىينا وقت ألمنا) (عب 4 : 15)لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.
4-    لقد تألم يسوع بنفس نوع الألم لذلك يقدر أن لا يُشفق ويرثي فقط بل يعين ويساعد (عب 2 : 18)لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.
5-      يسوع هناك في العرش لأجلنا (عب 4 : 16)فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.
ملخص:
إن الله يحقق مجده من حيث انه:
1-    أب صالح طويل الروح كثير الرحمة، لكي يقود أولاده للتوبة(رو 2 : 4)أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟
2-      لا يتساهل مع الخطية (عب 2 : 2)...، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً،
لذلك:
a.       يؤدب أبنائه كإعلان لمحبته (عب12) ليرجعوا عن أخطائهم والإبن الحقيقي للرب يبرهن على بنوته من خلال:
                                  i.    يحزن بشدة بسبب خطاياه (2كو 7 : 10)لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا.
                                                 ii.      بتوبة صادقة وحقيقية
                                               iii.      وإصرار على النمو في معرفة المسيح،
                                               iv.       ويُظهر فيه الرب ثمر الروح القدس
b.       يؤدب الأشرار ليعرفوه ويتوبوا توبة صادقة
c.        هناك من يمثلون أنهم أبناء الله ولكن ليس فيهم أصل حياة، هؤلاء يتمهل الله عليهم لكنهم سنالون جزاءاً أبدياً لكل شرورهم

                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق