السبت، 17 يونيو 2017

خربر - 9

الرسالة التاسعة

عزيزي علقم..

- أرجو أن تكون رسالتي الأخيرة قد اقنعتك بضرورة استغلال حالة الجفاف الروحي لدى مريضك أحسن استغلال وذلك بالأشكال التالية:

1.     هذه الفترة هي فرصة ممتازة للتجارب الحسية خاصة الجنس.. وهذا قد يفاجئك لأن في فترات القمم يكون المريض أكثر نشاطاً وأكثر قدرة على المقاومة فيمكن أن يستغل هذا النشاط في العمل أو الرياضة أو التفكير أو التسلية البريئة.. فتكون فرصة الهجوم أفضل حين يكون عالم الإنسان الداخلي بكامله كئيبا وباردا وفارغا.. والنشاط الجنسي في فترة القاع يختلف في نوعيته بشكل خبيث عنه في فترة القمة لأنه نادراً ما يؤدي إلى الظاهرة التافهة التي يدعوها البشر (الوقوع في الحب) ولكنه يجر إلى الانحرافات.. وهذا حال جميع شهوات الجسد الأخرى.. فلا تنسى أننا حين نتعامل مع (المتعة) في صورتها السليمة والسوية والمشبعة فنحن على أرض الله.. فمع أننا قد ربحنا نفوسا كثيرة من خلال المتعة إلا أن المتع هي من اختراع الله لا من اختراعنا نحن فهو قد صنع المتع وجميع محاولاتنا حتى الآن لم تمكنا من ابتداع متعة واحدة وأقصى ما نستطيع عمله هو أن نشجع البشر على أن ينتهبوا المتع التي ابتكرها الله في أوقات وبطرق وإلى حدود قد حرمها هو.. فنحن نحاول دائما أن نعمل على تحويل الحالة الطبيعية لأي متعة إلى الحالة التي فيها تكون أقل طبيعية وأقل تذكيراً بمُوجِدَها وأقل إرضاءً.. فأن نمتلك نفس الإنسان ونعطيه لاشئ في المقابل هذا هو ما يسر قلب أبينا إبليس حقا..
2.     هناك طريقة افضل وهي أفكار المريض الخاصة بشان ذلك القاع.. والخطوة الأولى بالطبع هي حجب ذهنه عن المعرفة.. إجعله يفترض أن مشاعر الغيرة والحماسة التي كانت لديه في البداية كان متوقع ان تستمر إلى ما لا نهاية وأن حالة الجفاف هذه أيضا دائمة.. وهذا يتوقف على أن يكون مريضك إما من النوع المكتئب الذي يمكن أن يُجرب بالياس أو من النوع الذي يمكن طمأنته أن كل شئ هو على ما يرام لأنه يريد ذلك..
فإذا كان مريضك مكتئب يكون كل شئ سهلاً.. فقط إبقيه بعيداً عن المؤمنين ذوي الخبرة ووجِّه انتباهه إلى المقاطع التي تناسب حالته في كتابه المقدس واجعله يحاول استعادة مشاعره القديمة بقوة الإرادة فقط.. أما إذا كان من النوع الأكثر أملاً فاجعله يقتنع بحالة انخفاض روحه ويقنع نفسه بأنها ليست شديدة الإنخفاض؛  وأن أيام إيمانه الأولى كان بها شئ من المبالغة أو الإفراط.. اجعله يفكر أن (الدين جيد كله حتى نقط معينة) فيشعر بسعادة غامرة من جهه نفسه فان الدين المعتدل جيد لنا مثل اللادين تماماً..

3.     الهجوم المباشر على إيمانه ... فحين يَفترض أن حالة القاع دائمة؛ يمكنك اقناعه بأن (مرحلته الدينية) ستتلاشى تماما مثل جميع مراحله السابقة ويمكن لكلمة (مرحلة) أن تُنجز الحيلة.. فهو بالطبع قد اجتاز بضع مراحل قبلاً وهو يشعر دائما بالتفوق على جميع هذه المراحل ليس لأنه ينتقدها حقا بل لأنها ببساطة جزء من الماضي..

هل فهمت الفكرة؟! اصرف ذهنه بعيداً عن التعارض الصريح بين الصواب والخطأ واشغله بتعبيرات مثل: كانت تلك مرحلة من المراحل ... قد اجتزت ذلك كله.. ولا تنس الكلمة المباركة (مراهق)
عمك المحب
خربر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق