الاثنين، 15 فبراير 2021

المحاضرة الأولى - إنسان الله الكامل

 

إنسان الله الكامل

‏١٤وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ.‏١٥وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.‏١٦كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،‏١٧لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.‏ (1تي14:3-17)

مقدمة:

يعلن الرسول بولس في هذا المقطع عدد من الحقائق المهمة: كل الكتاب هو موحى به من الله، وهو نافع للتعليم، والتوبيخ ، للتقويم، والتأديب الذي في البر؛ وعلينا ملاحظة أن وحي الكتاب ونفعه للتعليم والتأديب ليس عملاً عشوائياً بلا هدف وهو ليس من دواعي فرض سلطان إلهي للتشكيل بدون غرض، وإنما الحق في أية 17 هو مزهل جداً عندما يقول: لكي يكون ... فهنا يعلن الروسول عن حق طالما ملأ الكتاب ألا وهو أن يكون إنسان الله كاملاً .

بلا شك إننا أمام إنسان مختلف عن ما نتصوره، إنه إنسان الله. ولعله ما أراده الله في جنة عدن، وهذا الحق يؤكد على أنه ليس ثمة رفض في قلب الله للإنسان، - فحينما أراد أن يُستعلن بالكامل أعلن نفسه من خلال الإنسان يسوع المسيح (اتي5:2) - وإنما في قلبه تصور لإنسان يسميه إنسان الله.

كان هناك إنسان واحد كاملاً قال عنه الاب : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، وتنبأ عنه الكتاب "فَ‍مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟" (مز ٨:‏٤)

يمكن القول بقلب صادق وواثق أن رغبة الله قبل تأسيس العالم أن يكون الإنسان موضوع لذته ومحبته وإحسانه، ويعمل الله ليكون لديه أبناء كثيرين. نحن نقرأ عن ذلك في أكثر من موضع من الكتاب: ‏١٠لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. ‏١١لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً،‏١٢قَائِلاً:"أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ ... :"هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ ‍الَّذِينَ أَعْطَانِي‍هِمِ اللهُ".". (عب10:2-12،سس) ويقول يوحنا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ (يو12:1)

·        أسفار العهد القديم:

o     خلق الله الإنسان على صورته وشبهه ذكر وأنثى خلقهم ،وباركهم وقال لهم أثمروا واكثروا -  وفوض لهم من سلطته، فسلطهم على كل الأرض ليخضعوها  وَيتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.

o       سعى الله لإقامة علاقة حقيقية مع الإنسان من خلال عدة تدابير

§    البراءة: وقت جنة عدن، حيث خلق الله الإنسان على صورته وشبهه ذكر وأنثى خلقهم ،وباركهم وقال لهم أثمروا واكثروا -  وفوض لهم من سلطته، فسلطهم على كل الأرض ليخضعوها  وَيتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.

§     الضمير: من قايين حتى نوح - حيث كتب الله شرائعه على قلوب البشر

§    الحكومة: من نوح إلى إبراهيم - حيث سمح الله للإنسان بتشكيل الحكومات البشرية  للحكم بالقانون، وتم تشريع أول قانون أرضي. سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ (تك6:9)

§     العهد (تك12): من ابرهيم إلى موسى - قطع الله عهداً لإبراهيم وبنيه 

§     الناموس (خر19-24): من موسى إلى زمن المسيح - أعطى الله ناموسه وفرائضه مكتوبة وطلب الطاعة والخضوع.

§     النعمة : من يوم الخمسين وهي تعمل حتى الان - ولازال الإنسان في حالة رفض لعمل الله

§     الحكم الألفي: سوف يزيل الله كل أسباب تعيق الإنسان لقبول الإيمان بالله والخضوع لسيادته

·        أسفار  العهد الجديد

o       أف1 :‏ ٤  كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ

o     رو8: ٢٩لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.‏٣٠وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.‏

هذا المشروع الإلهي لن يفشل:

-          حسب قصد إلهي: أف11:1  مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ،‏

-       بدأ العمل: رو8: ‏٣٠وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.‏

-          5 أسباب من رومية 8

1.    المؤمن في المسيح: إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.‏٢

2.      المؤمن خاضع لناموس الحياة: لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ

3.      عمل الروح القدس:

§     إحياء الجسد المائت:  ‏١١وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ

§     قيادة أبناء الله: ١٤لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.‏١٥إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:"يَا أَبَا الآبُ".

§     يشهد بأننا أولا الله : ‏١٦اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.‏١٧فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.‏

§     ‏٢٦يعين ضعفاتنا، ويصلي فينا: وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا

4.      شفاعة المسيح:

§     مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا (رو34:8) هو الذي يحرز الهدف لأجلنا وبدلاً منا.

§     عب25:7 فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. هو الذي يعرف أن يصيغ القضية للدفاع عنا.

5.      محبة الله غير محدودة وثابتة ولا شيء يفصلنا (ع ٣٥ – 39)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق