الإصحاح الرابع
في هذا الاصحاح:
- يُكرر الرسول كلمة حُسب 9 مرات: والكلمة ينسب أو يحسب؛ يمكن
فهمها من نص فليمون17-18، عندما طلب بولس من فليمون أن يحسب أي دين على أنسيموس في
حساب بولس؛ ومايفعله الكاهن يوم الكفارة لا16 عند وضع يده على رأس التيس فبصورة
رمزية يجعلها على رأس التيس (فتُحسب عليه)،
... ليحمل التيس عليه ذنوبهم؛ راجع أيضاً ؛ مز2:32؛ وتستخدم نفس الكلمة للخطية في رو5:4؛
13:5. راج 2كو14:5؛ رو19:5 هللويا: الرب وضع عليه إثم جميعنا ... آثامهم هو يحملها
إش53. اقرأ أيضاً 1بط24:2؛ عب28:9
- ويتابع ايضاح فكرة موقف الختان (كعلامة في الجسد يعتز
بها اليهودي وتميزه) في أمر التبرير الإلهي فيثبت بالدليل أنه يمكن أن يتبرر الإنسان
بدون الختان: ويبرهن مستخدماً إبراهيم كمثال يمكّنه من البرهان. فيُقدم برهان فكري ومثال عملي
أولاً برهان الفكر: يستخدم عقله في
زاويتين هما: أ) كيف تبرر إبراهيم؟؛ ب) وكيف نال الوعد؟ دعنا نرى
-
أ) كيف تبرر إبراهيم؟! هناك إحتمالان للإجابة
o
بأعمال الجسد: لو صَحّ هذا الاحتمال يكون تبريره على سبيل الأجرة أو
المكافأة عن عمل يستحق به أن يتبرر أمام الله؛ ولا يعود غضب الله عليه بسبب
أعماله. وكان يصح لإبراهيم أن يفتخر لأنه كسب تبريره كأجرة مستحقه عن عمله.
o
بالإيمان بدون أعمال: الإيمان بالله الذي يبرر الفاجر. فيكون التبرير على
سبيل نعمة وينتفي اي افتخار
-
ماذا يُعلن الكتاب كإجابة: (رو 4 : 3)لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ
الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا».
-
لاحظ بدقة: حسبه له الله براً؛ كما يقول داود مطوباً
رجلا لا يحسب له الرب خطية
-
إن حساب الله للبر
لإبراهيم (وضعه في حسابه) أمر حصل بنعمة الله حصل عليها إبراهيم بالإيمان
والنتيجة هي:
o
لما كان هذا وقت أن لم يكن ابراهيم قد خُتن فهو يبرهن
على أن الله برره دون اعتبار للختان، وأعطاه الختان علامة على الإيمان وختماً.
o
أصبح إبراهيم المبَرر في الغرلة أصبح أباً لكل شخص غير
مختون وتبرر بالإيمان.
o
أصبح إبراهيم المبرر أباً لكل يهودي مختتن يقبل بر
المسيح بالإيمان.
الاجابة: لا لسببين:
o
الأول؛
تاريخياً حصل على الوعد بالإيمان قبل الناموس؛ فالقول بأن الذين حسب الناموس هم
الورثة فقط يُعطل الإيمان (أي أصبح بدون قيمة) ويبطل الوعد لأنه مرتبط بالإيمان.
o
الثاني؛
طبيعة الناموس لا يُنتج إلا الغضب والدينونة لأنه يحكم على التعدي؛ الأمر الذي لا
يتماشى مع الوعد. فهو بلا شك على سبيل النعمة فهو من الايمان.
-
النتيجة: الوعد هو للجميع ليس لمن هو من الناموس فقط (اي
إبن حسب الجسد) بل أيضاً الذي من الايمان .
يخلص بولس من بحثه القضية إلى أن تبرير إبراهيم كان
بالإيمان؛ وقد أهله هذا ليصبح أباً لكل المؤمنين (ختان وغرلة)، كما جعل كل
المؤمنين وارثين للوعد.
ثانياً المثال العملي في حياة ابراهيم:
يرى بولس أن حياة إبراهيم أيضاً
تشمل على تفاصيل تُشير إلى الإيمان؛ فالإيمان الحقيقي يتميز بالثمر.
-
بدا إيمانه بالوعد: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». عندما
آمن باللهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ
كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. اشارة الى عدم امكانية
-
بدا إيمانه عندما آمن على رجاء غير الرجاء الطبيعي: (الطبيعي هو أن يكون له نسل في سن مناسب) لكن رجاؤه كان
على غير الطبيعي فلم يحسب لجسده اعتبار وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ
نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. (رو 4 : 21)وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ
قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا.
وحيث أنه لم يُكتب من أجله فقط أن من يؤمن يُحسب له براً
فالنتيجة انه سيحسب لنا أيضاً ( رو 4 : 24) الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ
نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. (رو 4 : 25)الَّذِي أُسْلِمَ[2] مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ
لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.
ويمكن إعادة صياغة ما كتبه بولس في 5 أفكار
1-
إن إيمان إبراهيم كان مبنياً على وعد الله (ع 18)
2-
إن قوة إيمانه ظهرت بعدم اكتراثه بالصعوبات (ع ١٩ و ٢٠)
3-
إن ما اتكل إبراهيم عليه كان قوة
الله وصدقه. ·
4-
تبرر إبراهيم نتيجة إيمانه.
5-
يمكن لنا أن نتبرر بذات الطريقة: أن نؤمن بالله القدير الذي
بإقامته يسوع المسيح من الموت أظهر أنه قبله كفارة عنا
[1] من هو نسل
ابراهيم: انه المسيح الذي فيه تتبارك جميع قبائل الارض. لم يكن ممكناً أن يكون هذا
الوعد من الناموس لانه غير مرتبط بشرط كما كل وصايا الناموس
[2] يُنسب تسليم
المسيح للموت: للآب (رو32:8؛ غلا3:1؛ ) للمسيح نفسه كتعبير عن الرضى (غلا20:2؛
أف2:5؛ تيطس14:2) وهو أُسلم بمشورة الآب المحتومة وعلمه السابق (أع32:2؛ 28:4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق