الإصحاح الخامس
قبل الحديث عن تفاصيل الاصحاح الخامس؛ دعنا نُقدم مراجعة
للإصحاحات السابقة في عبارات مختصرة
الإصحاح الأول:
أ-
مقدمة الرسالة
ب-
الموضوع الرئيسي للرسالة: أن التبرير بالإيمان بإنجيل
المسيح هو الحل الإلهي المقدم لجميع البشر
ت-
برهان أن الأمم فاسدين بناءاً على رفضهم لما قدمه الله
من معرفة عن نفسه وبرهان قوته
الإصحاح الثاني:
أ-
برهان على أن اليهود والأمم المفكرين خطاة بناءاً على
أنهم لا يتممون الوصية التي بها يُدينون الآخرين
الإصحاح الثالث:
أ- برهان على أن اليهود خطاة بناءاً على أنهم لا يتممون الناموس
ب-
نتيجة عامة؛ أن الجميع خطاة وليس أحد طالب الله
ت- 21:3 إعلان عن الحل الإلهي – التبرير الإلهي بالإيمان للجميع
الإصحاح الرابع:
إثبات بالدليل أنه يمكن أن يتبرر الإنسان بدون الختان
ذلك من خلال استخدام إبراهيم كمثال للبرهان.
الآن؛ وقد بين الرسول أن الجميع خطاة، وأنه بالإيمان فقط
يمكن أن ينال الجميع التبرير – يعود الرسول لاستكمال فكرته الرئيسية
في هذا الاصحاح: يقدم بولس فكرتين
الاولى: بركات التبرير الثانية[1]: يبرهن على أن موت واحد
يضمن حياة للكثيرين (مثال آدم)
أولاً: بركات التبرير بالايمان (1-11)فاذ قد تبررنا: هذا
التعبير يُشدد على اعلان قانوني يحدث مرة واحدة ونتائجه دائمة
1-
سلام مع الله (ع1): فقد صالحنا بعد ان كنا اعداء (15:4؛ 7:8؛
9:5؛ كو19:1-21؛ أف3:2؛ 13-15)
2-
مقامه في النعمة (ع2): الدخول او القدوم تشير للقتراب
الى الله --- قارن صعوبة ذلك بالنسبة لمؤمني العهد القديم. الكلمة مقيمون: تُشير
للمقام الذي صار للمؤمن
3-
الافتخار:
a. برجاء المجد ع2ب: الرجاء
كما هو فى العهد الجديد يحمل معنى ما هو متوقع الحدوث ولكنه يقيني وحتمي
b. تعزية في الشدائد: الكلمات
المستخدمة تصف الكبس او الضغط كما يحدث في في معصرة العنب او الزيتون. وهي ليست
شدائد الحياة العادية بل الضغوط الناشئة عن تبعية المسيح؛ والتعزيه هنا من ما ينتج
عنها منافع روحية
i.
صبر : هو القدرة على الاستمرار تحت الضغط
ii. تزكية: خُلقاً مختبراً
وكانت تستخدم في اختبار نقاوة المعادن. فالمختبر هنا هو خُلق المسيحي. (يع12:1؛
مز10:66؛ إر30:6)
iii.
رجاء لا يُخزى: لأنه مبني على وعد الله.
c.
نجاة من الغضب الالهي (ع9): عند الاختطاف تنجو الكنيسة
من الغضب الآتي على العالم
4-
تمتع بالمحبة الالهية يؤكد الخلاص بشرط الايمان (ع5-8): سكب
الرب فينا بالروح القدس ان نحب ذاك الذي احبنا ومنها نتأكد أننا أبناء ومضمونين (1كو21:16-22؛
غلا22:5؛ أف14:3-19؛ 1يو7:4-10)
5-
التمتع بالمصالحة (ع10-11): المصالحة المبنية على ذبيحة
المسيح التي جعلتنا في سلام مع الله.
ثانياً برهان
أن موت واحد يحقق الحياة لكثيرين[2]:
(12-21): يقدم الرسول ذلك من خلال افكار متتابعة
1- التصريح الأساسي: سقوط جمع
الناس بسقوط آدم والحكم عليهم بالموت ع ١٢
2- والدليل على ذلك أن الله حَسِبَ
الناس متعدين وتحت الدينونة والموت. في الوقت الذي لم يكن هناك ناموس يُجرم الخطية
ويجعل الناس متعدين؛ فيكون الاستنتاج المنطقي هو خطيئة آدم ع ١٣. ويُقدم بولس عدة
ملاحظات يستنتج منها هذا الاستنتاج المنطقي
a. ملاحظة1: مات كثيرون قبل
إعطاء ناموس موسى ع14
b. ملاحظة2: مات كثير من
الطفال وعديمي العقل أي لم يتعدو الناموس الأدبي
ع ١٤
c.
الاستنتاج المنطقي1: مما ذُكر لم يبق علّة لحسبان الناس خطأة
وكونهم عرضة للموت إلا تعدّي آدم (ع ١٣ و ١٤)
d. الاستنتاج المنطقي2: يمكن
اعتبار أن آدم كان رمزًا إلى المسيح فيما يتعلق بالنيابةعنّا؛ فكما تمت إدانتنا بالأول
يمكن تبريرنا بالثاني (ع14)
3- إن ذلك الرمز ليس في كل الوجوه
فهناك 3 أوجه اختلاف
a. الأولى: الثاني يُعطي حياة
لكثيرين ببر الواحد في حين الأول أدى لموت
الكثيرين بتعدي الواحد ع ١٥،19
b. إن الفوائد بالمسيح أكثر من
الخسارة بآدم لأننا تبرّرنا من خطايا كثيرة (خطيئة آدم وخطايانا)ولكن الدينونة التي
وجبت علينا بآدم كانت دينونة خطيئة واحدة ع ١٦-18
c. إن المسيح منحنا حياة أبدية
علاوة على إنقاذه إيّانا من الموت بآدم. فلم ينقذنا وفقط لنعود للنقطة صفر بل
نقلنا إلى دائرة الحياة
ومن هنا يمكن الاجابة على سؤال: هل كان موت المسيح كافٍ
للكل؟
نعم بكل تأكيد؛ فإذا كانت خطية آدم (النائب عنا) نجست
الكل وجعلتهم تحت حكم الدينونة (تم البرهان على ذلك)، فبالأولى موت المسيح (كنائب
عنا) يبرر الكل ويمنحهم حياة أبدية (استنتاج منطقي).
4- إجابة لسؤال: لماذا وُضع الناموس
إن كان لا يبرر؟( ع20-21) الاجابة لكي تكثر الخطية، فتكثر النعمة. مما يثير سؤال
لاحقاً.
[1] هناك عدة افكار
لفهم هذه الحقيقة: 1- كلنا آدم؛ فخطية آدم هي ما يُخطئ به الجميع؛ 2- آدم كان
نائباً عن البشر – هناك اعتراض أن البشر لم يختاروا آدم؛ 3- التضامن في آدم كما أن
كل شخص ضمن قبيلة هو ليس له قيمة أو وجود بدون قبيلته مثال ما حدث عند هزيمة كل
شعب اسرائيل بسبب فقط خطية عاخان ابن كرمي.
[2] (1كو 15 : 21) فَإِنَّهُ
إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. (1كو 15
: 22)لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا
الْجَمِيعُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق